شرح المقامة الخمرية للهمذاني

التقديم
لقد نسج بديع الزمان الهمذاني نظام مقاماته ضمن مبدأ الثنائيات من ذلك الظاهر و الباطن، الإضحاك و الجدّ، المقدس و المدنس... عله من خلالها يمرر آراءه النقدية و سخريته المريرة من مجتمع طغت عليه أنواع الفوضى القيمية و الأخلاقية فكان فِسقه أمارة لنُسكِه و هو حال مقامتنا الخمرية، نسبة لموضوع النص أو حال الشخصيات أو كذلك المكان، اقتطفت على إمتداد الصفحات 239⬅245 لتتنزل ضمن المحور الثاني: المقامة
الموضوع
تكشف المقامة عن تلون سلوك شخصياتها حسب المقام و ما يكشف ذلك من زيف للقيم و إنقلاب المفاهيم و المبادئ. 
المقاطع [ينقسم النص إلى مقطعين بإعتماد معيار بنية الخبر]
1) حدثنا عيسى بن هشام: السند
2) البقية: المتن،
{يُفرع المتن إلى أقسام ثلاثة باعتماد معيار تحول المكان و الزمان﴾
أ) من بداية المتن⬅مغتنم الأمواج: 
مغامرة عيسى بن هشام و صحبه في الخمارة ليلا
ب) من فلما أخذنا⬅فاسقه: إبن هشام و ندمانه في المسجد فجرا
ج) البقية: بنية التعرف بين الإسكندري و إبن هشام في الخمارة من جديد 
-------
تأليف المقامة: 
★تماسك نص المقامة موطنه تماسك آلياتها و مقوماتها القصصية من ناحية و تماسك نثرها بشعرها وسطا و منتهى. 
★مكمن الإبداع في هذه المقامة هو تسجيل الهمذاني لحضور ظاهرة التناص. 
★الصور الفنية في المقامة جملتها إلى جانب السجع و الجناس، تواتر التشابيه و الإستعارة و خدمة المقابلات لحال الشخصيات. 
★صوّر الهمذاني عبر البطولة الإزدواجية (إبن هشام و الإسكندري)  حال التقلب بين النسك العجيب و المُجون الطريف نموذجا حمله الكاتب تناقضات عصره و إختلال منظومته القيمية. 

تعليقات

المشاركات الشائعة